قال تعالى :"انهم يرونه بعيدا و نراه قريبا"

منذ ماض بعيد ..بعيد .. و نحن نسمع عن اقتراب الساعة .. مضت قرون و قرون .. و الانسان ما زال يردد : ظهرت علامات الساعة.. اقتربت الساعة.. نزل القرآن الكريم من الله تعالى على سيدنا محمد عليه الصلاة و السلام منذ مئات السنين.. ينذر باقتراب الساعة.. فقال في سورة القمر : " اقتربت الساعة و انشق القمر".. و القمر قد انشق بالفعل في عهد الرسول صلى الله عليه و سلم.. و لكن الساعة لم تأت بعد .. تنبأ سيدنا سليمان عليه السلام بأن سيدنا محمدا صلى الله عليه و سلم سيكون نبي آخر الزمان .. ظهر محمد صلى الله عليه و سلم .. مرت أعوام و أعوام .. قال أجدادنا نحن في آخر الزمان.. وردده آباؤنا.. ومازلنا نحن نقول : اننا في آخر الزمان.
كلام الله تعالى حق .. أخبار الأنبياء حق.. اذن فهي حقيقة.. نحن فعلا في آخر الزمان .. الساعة حقا قد اقتربت..
و لكن العلامات الكبرى للساعة لم تظهر بعد .. و قد تظهر و تتابع في خلال عشرات أو مئات السنين أو اكثر.
اذن فنحن ما زلنا في أول الزمان .. آخر الزمان لم يأت بعد .. رباه ..أتناقض هذا ؟.. ام حكمة هي لا نعلمها؟
منذ ماض بعيد... و قبل أن ترد كل تلك التساؤلات الحائرة بالأذهان.. أجاب سيدنا محمد عليه الصلاة
و السلام بماع معناه أن المسألة نسبية فقال بعثت أنا و الساعة كهاتين كفضل احداهما على الأخرى)
و ضم السبابة و الوسطى. و لتوضيح الحديث أكثر أشير الى تفسير محمد سلامة جبر في كتابه (أشراط الساعة و أسرارها) . فهو يعتقد أن رسول الله عليه الصلاة و السلام شبه عمر الدنيا من عهد آدم الى قيام الساعة بالوسطى ، و شبه ما مضى من عهد آدم الى عهده صلى الله عليه و سلم بالسبابة
و هي الشاهد ، فيكون فرق ما بينهما ما تبقى من عمر الدنيا.
ولقرب قيامها عنده عز و جل جعلها كغد الذي بعد يومك فقال: " و لتنظر نفس ما قدمت لغد" كما قال عن الساعة أيضا : " كأنهم يرونها لم يلبثوا الا عشية أو ضحاها".
قرأت .. تأملت .. تأملت الأرض و ناسها .. تاملت الدنيا وصراعاتها .. قتال البشر على البقاء فيها.. تأملت العمر
و ضياعه .. وها أنذا أكتب:
العمر لحظة .. ليس عمري أو عمرك.. انما هو عمر الدنيا .. عمر البشرية.. عمرها كله لحظة اذا ما قيس بمقاييس العالم الآخر .. عالمنا الأبدي.
و صدق الله العظيم حين قال:" و ان يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون"

آمين و لك المثل أختي
جزيتي خيرا على المرور العطر