ماهذا .....ولماذا يفعلون هذا .....؟؟؟؟؟؟؟

الاميرة اينوي الثلاثاء مارس 02, 2010 9:45 pm

ﺴﻤﺭﺖ عينيها على الموقد المنطفئة جمراته منذ الصبح حركت رأسها تباعا وهي تحس طعم الملح في فمها كلما توسدت أفكارها ذكرا ولدها العاق....... اختنق الدمع في عينيها وضجت أعماقها المطعونة تتساءل في كل مرة׃
كيف استطاع أن يخلعنا من ذاكرته طول هذه الفترة وقد امتص الاحتياج عمرنا وحول أيامنا رمادا؟
أدارت العجوز التي تقبع في زاوية رأسها نحو الباب وقد سمعت وقع إقدام شاحبة تقترب ملا زوجها المدخل منكس الرأس ونضرت إلى يديه الفارغتين كعادتها فكبر جرحها........ طلع النهار وشوهد الشيخ يحمل وجهه المتعب وهو يتكئ على عصاه منزلقا نحو الطريق المعبد استوقف شاحنة حملته بكل وجعه نحو المدينة امضي الوقت يحدث السائق عن ابنه......... وصل المدينة الكبيرة ضجيج السيارات.... صخب الباعة........... لم يستطع التغلب على نداء بطنه نضر إلى يده المعوقة تمتد في وجوه المارة تستعطي لقمة الخبز..... فملا الذعر نفسه التي كانت تصخ بالسؤال :
أهذه حقا يدك طاوعتك وامتدت تستجدي الآخرين بكى حتى غمرت الدموع مقلتيه فلم يراليد لتي أنزلت في يده دينارا.............
كسى العناء وجهه واختنق حلقه وهو يبحث عن أبنه بين الوجوه المتشابهة في الشارع الذي أرسل إليه وعثر على البيت فلم يشأ أن يزعج أهله وفضل أن ينتظر ابنه في الخارج نزل المطر غزيرا وتمرغت الريح فوق الثلوج وعادت تصفع الوجوه بوحشية كان يتكور بالقرب من مخبرة حين رآه يعود وقد انسك المساء على المدينة أشرفت الفرحة في عيني الشيخ وانبثق الأمل في قلبه دفعه إليه بلهفة وضنه الابن متسولا فهرب بوجهه عنه إذ اعترض طريقه سطا الحزن على فرحة الأب وتقلصت لهفته وهو يقول
أولم تعرفني حقا بابني:
ارتبك الابن وابتسم بمرارة ثم راح يداري خجله وهو يتلفت في كل اتجاه... قاده بعدها إلى شارع جانبي غادره الضوء وسلم. .... نظر إلى أسفل فارتطم بصره بأصابع قدمي والده تطل من النعل المطاطي المثقوب رفع رأسه فالتقت عيناهما في صمت بارد اتجها معا نحو البيت فأرج المفتاح من جيبه وأداره في ثقب الباب ... استقبلتهما امرأة ضاحكة فأشرق الضياء في وجه الشيخ الذي سأل׃
أهي زوجتك ؟....
رد باقتضاب
أنها الخادمة قال الشيخ ببرودة
وأين زوجتك ؟إذن ؟
في عملها....................
ثم أضاف في حسرة اليوم عيد ميلادها سنحتفل به مع جمع من أصدقائها وصديقاتها ويجب إن ترحل من هنا حتى لا يشل حماسك ويقهرك الذهول مما سترا وستسمعه يا والدي العزيز....
تظاهر بالبحث عن بعض الأوراق.. وتراجع خلفه طالبا من أبيه العشاء خارج البيت رفع الشيخ عصاه وقد جلده التعب وسار يتبعه اتجه نحو بناية كبيرة فصعدا بعض الدرجات ثم أشار إليه أن ينتظر في الرواق اجر بعض الترتيبات وعاد إليه وقد انبعث من عينيه لامبالاة فجة׃
تعال لتراها...
قال الشيخ والغبطة تفرش تجاعيده׃
زوجتك.............
رد الابن ببرودة :
لا بل الغرفة التي ستقيم فيها
تحجر الشيخ .. وملا طعم الرماد فمه فأحس نفسه معلقا في فضاء سيدمي مضطرب......... خرق ابنه بنضرات ثاقبة وحرك قدميه نح الشارع المهجور