الدائرة الملعونة

مرحبا بكم أعضاء منتدانا الكرام و أهلا و سهلا بكم جميعا....
أتمنى أن كم بخير و محبة و سلام...
ندخل مباشرة في موضوعنا و أتمنى لكم الإستفادة منه...


إنها دائرة سوداء لا تجلب على العالم إلا السواد المتمثل في الدمار و الخراب فقط لاغير,إنها دائرة لا تجلب للبشر إلا الأحزان و الآلام التي لا يمكن إيقاف نزيفها,إنه دائرة مفرغة لا بداية لها و لا نهاية, فعلا..نعم إنها هي...دائرة الكراهية الملعونة.
إن هذه الدائرة و ياللأسف لا يسقيها إلا الإنتقام الناتج عن التعطش الشديد للدماء,فهو مصدر هذه الكراهية و هو ما يفتح هذه الدائرة الملعونة,تلك الدائرة إن فتحت لا تغلق أبدا إلا إن سقط آخر المنتقمين دون أن يكون هناك من ينتقم له.
و لكن للأسف هذا ممكن يحدث في منطقة واحدة فقط من العالم,أما بقية العالم فسيظل يعاني من مآسي تلك الدائرة إلى أن يشاء الله لها أن تنتهي,و هذا هو ما يعرف بصراع الخير و الشر الدائم, و لهذا فإن التأكيد يجب أن يشتد على المنتقم من أن هناك من سيعاني من جراء انتقامه و هذا ما زرعه قابيل في قلوب بني أدم جميعا.
لقد رسم قابيل نقطة المركز لدائرة الكراهية في قلوب البشر و فتح تلك الدائرة المفرغة من الإنتقامات و الصراعات و عقب كل انتقام لا يمكنك إلا أن تسمع دوي أصوات الثكالى و اليتامى و الأرامل و الأحباب و إن هذا الدوي هو ما يزرع حب الإنتقام المتمثل في الكراهية في نفوس من سينتقمون له, و بعد إنتقامهم تدور الدائرة مرارا و تكرارا...
و السؤال الآن كيف يمكننا إزالة نقاط الدائرة اللانهائية؟؟
و هذا سؤال لا يحتاج إلى أينشتين في علم الإنسانيات أو نيوتن في قوانين جاذبية الروابط بين البشر.
أجيب لكم إجابتي و أترك لكم بعدها حرية التفكير في الأمر...
ن دائرة الكراهية و التي هي عدد لا منتهي من المنتقمين لا يمكن محوها من الوجود بممحاة القتل بل يجب أن نمحيها بالعقل و المنطق و التفكير وقبل هذا و ذاك علينا بممحاة الحب.
نعم فالحب وحده يمحو الكراهية,لأنك لو فكرت في الإنتقام و وضعته نصب عينيك و فكرت فيما سيحل بغيرك ستجد نفسك واحدا بائسا وسط آلاف و آلاف البؤساء...
فإن كنت أما ثكلى أو شابا يتم في صغره أو أختا فقدت المعين في الحياة أو زوجة دارت تندب أيام شريك الحياة,فاحذروا من الإنتقام,لأنه سيخلق آلافا بل ملايينا منكم على مر الدهور...
إن التفكير في الإنتقام قد لا يجعل لك مستقبلا و لا يورث الأجيال القادمة بعدكم إلا الكراهية و الحروب...
حاولوا ـــ أيها العالم ـــ أن تطفئوا نيران الكراهية السوداء التي تأخذ الصديق قبل الخصم و الحبيب قبل العدو بمياه الحب,حاولوا أن تردموها برمال الأمل التي تغطي صحاري التعاسة,حاولوا أن تضعوا أيديكم معا من أجل أن نعيش بأمان,و نسعد في دنيا لا نحياها إلا مرة واحدة,و ليفكر كل منكم قبل أن يقدم على عمل يفجر الكراهية في القلوب:
هل سينجو أولاده من لعنة الدائرة السوداء التي سيرسمها؟!!