المؤمن بين السراء والضراء
منتديات كنترول سبيس تون منتدى لمحبي سبيس تون و مركز الزهرة و سبيس باور :: منتديات كنترول سبيس تون :: منتدى كنترول سبيس تون العام
صفحة 1 من اصل 1
المؤمن بين السراء والضراء
بقدر كمال الإيمان وصلة الإنسان بربه وتفويض أمره إليه يعيش آمناً مطمئناً في دنيا الناس، عبد صادق العبودية مخلص في تبعيته لله رب العالمين، لا يبالي أرضيَّ الناس أم سخطوا ما دام على علاقة طيبة وثيقة العرى بربه، إن أصابه الخير علم أن ذلك من رحمة الله به وعليه أن يؤدي شكر هذه النعمة يبتغي بذلك رضوان الله عز وجل، والاستزادة من هذه النعمة فإن الإنسان جُبل على حب الخير وسعة الرزق في الحياة لا سيما إن كان للخير من هذه النعمة نصيب يعود على باذله بالفضل في العاجل والآجل، وأن شكر النعمة صرفها فيما يرضي المنعم ولا يعرضها بكفرانها إلى زوالها فإن النبي r رأى قطعة خبز ملقاة على الأرض فأخذها وقال يا عائشة أحسني مجاورة النعمة فإنها قلما نفرت عن قوم وعادت إليهم.>>
وإن كثيراً من الناس فهموا شكر النعمة فهماً خاطئاً حيث قصروا الشكر على كلمة خالية من كل مضمون من الخير والشكر أن يرى الإنسان نفسه مغموراً برحمة الله، وأن الله جعل هذه النعمة في يد أمينة عليها لينفقها حيث أمره الله فالدنيا دار ابتلاء بالخير والشر، لذا قال النبي r (والله ما الفقر أخشى عليكم )، وليست النعمة قصراً على المال وإنما النعمة كلمة جامعة قد تكون في النفس والمكانة الاجتماعية والولد إلى غير ذلك من وسائل الحياة وضروراتها، ولذا جاء على لسان أمير المؤمنين علي كرم الله وجهه " يا بني من كثرت نعم الله عليه كثرت حاجة الناس إليه، فقيدوا نعم الله بشكرها فإنها أشد شروداً من الإبل إذا حُلت من عقلها " . >>
>>
لذا ذكر أصحاب السير أن علياً كرم الله وجهه يوم أن كان أميراً للمؤمنين كان ماراً في سوق الكوفة فحسبه بعض الناس ولم يكن على معرفة به أنه حمَّال لما له من بسطة في جسمه وقوته فقال الرجل لأمير المؤمنين لو حملت إليّ حاجتي إلى بيتي، فقال رضي الله عنه لا عليك حب وكرامة: أعني على حملها ، فجثا على ركبتيه وساعده الرجل صاحب الحاجة على حملها ومشى الرجل أمام أمير المؤمنين فلقيه رجل آخر في طريقه فقال له لمن هذه الحاجة التي يحملها أمير المؤمنين ، فأسقط في يد الرجل والتفت ليعتذر إلى أمير المؤمنين بعدم معرفته به فقال أمير المؤمنين لا عليك ما فعلت إلا واجباً لك عليّ والله لا أتركها إلا في مكانها الذي أردت أن تكون فيه . هذا مثل لشكر النعم ابتغاء وجه الله واستزادة من نعم الله عز وجل ، وأما الصبر فهو إلزام النفس بما تكره سواء في ذاتها أو في ولدٍ أو في مالٍ لأنه على يقين بأن الأمر كله لله وحده يفعل ما يشاء بخلقه لا يُسأل عما يفعل وهم يسألون ، والصبر في ذاته ملجأ حصين يلجأ إليه المسلم في الشدائد يرفع حاجة إلى الله وحده ، فإن نعم الله على الإنسان لا تعد ولا تحصى وإن ابتلي في شيء منها فهناك أضعاف أضعاف ما سُلب منه من النعم ينعم به وهو لا يدري فلو تأمل الإنسان ما أودع الله فيه من دقيق الصنعة وبديع الحكمة لعلم أنه في نعم لا يستطيع شكرها ، ومع ذلك فإن الله يديمها عليه ، والصبر هو الركن القوي الذي يتظلل به كامل الإيمان لينفس عن كربته وليعينه على ما ألم به من شدائد ، فهو أولى به من حضن أم رؤوم تضم بين ذراعيها وصدرها طفلها فقد يتجمل كثير من الناس أمام الآخرين باحتماله وجلده ولكن إذا خلى إلى نفسه اشتكى وبكى من الآلام التي تعوي في نفسه عواء الذئاب الضارية ، فشتان بين من يبغي بجلده على مصابه رضوان الله عز وجل وبين من يتجلد خوف الشماتة به ، وقد ذكر القصاصون أن نبي الله موسى عليه السلام خرج في يوم مطير بارد إلى الصحراء يتفكر في خلق الله وما أودع فيه من حكمة وأسرار فوقع نظره على شجرة مورقة في أيام تتساقط أوراق الشجر فيها ، فدنى من تلك الشجرة فرأى تحتها رجلاً مستلقياً على ظهره والصديد ينحدر من جسمه لا يستطيع أن يذود عن نفسه الذباب ، وورده الذي لا يفتأ لسانه به الحمد لله الذي عافاني مما ابتلى به كثيراً من خلقه ، فوقف موسى عليه السلام متعجباً أي عافية هذه التي يحمد الله عليها وكيف يأكل وكيف يشرب في هذه الصحراء ، وجلس على بعد أمتار من الرجل فلما حان وقت الظهيرة هبت ريح لينة فأسقطت عن تلك الشجرة ثمرة رمان فتفتت تلك الثمرة فأرسل الله دبيباً من النمل تأخذ كل نملة ما تستطيع حمله من الرمانة وتلقيه في فم ذلك الطريح حتى أخذ كفايته ، فحمد الله أن أطعمه وسقاه من غير حول منه ولا قوة ، ثم قال الرجل السطيح أرأيت يا موسى كيف يطعمني ربي ويسقيني ، وأما العافية التي أحمد الله عليها حيث عافى قلبي من الشرك فليس فيه إلا الله وعافى لساني فهو يسبح دائماً بذكره ، فما كان من موسى عليه السلام إلا أن خر لله ساجداً ، ومن هنا يذكرنا الله بنعمته علينا بقوله أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ ، وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ ، وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ) (البلد:8 ـ 9 ـ 10 ) ، فأي شكر يساوي هذه النعم .>>
>>
ومن هنا نقرأ قول رسول الله كما روى الإمام مسلم في صحيحه (عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير ، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له)، والدنيا دار ابتلاء كما قال تعالى: (وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً )>>
>>
وإن كثيراً من الناس فهموا شكر النعمة فهماً خاطئاً حيث قصروا الشكر على كلمة خالية من كل مضمون من الخير والشكر أن يرى الإنسان نفسه مغموراً برحمة الله، وأن الله جعل هذه النعمة في يد أمينة عليها لينفقها حيث أمره الله فالدنيا دار ابتلاء بالخير والشر، لذا قال النبي r (والله ما الفقر أخشى عليكم )، وليست النعمة قصراً على المال وإنما النعمة كلمة جامعة قد تكون في النفس والمكانة الاجتماعية والولد إلى غير ذلك من وسائل الحياة وضروراتها، ولذا جاء على لسان أمير المؤمنين علي كرم الله وجهه " يا بني من كثرت نعم الله عليه كثرت حاجة الناس إليه، فقيدوا نعم الله بشكرها فإنها أشد شروداً من الإبل إذا حُلت من عقلها " . >>
>>
لذا ذكر أصحاب السير أن علياً كرم الله وجهه يوم أن كان أميراً للمؤمنين كان ماراً في سوق الكوفة فحسبه بعض الناس ولم يكن على معرفة به أنه حمَّال لما له من بسطة في جسمه وقوته فقال الرجل لأمير المؤمنين لو حملت إليّ حاجتي إلى بيتي، فقال رضي الله عنه لا عليك حب وكرامة: أعني على حملها ، فجثا على ركبتيه وساعده الرجل صاحب الحاجة على حملها ومشى الرجل أمام أمير المؤمنين فلقيه رجل آخر في طريقه فقال له لمن هذه الحاجة التي يحملها أمير المؤمنين ، فأسقط في يد الرجل والتفت ليعتذر إلى أمير المؤمنين بعدم معرفته به فقال أمير المؤمنين لا عليك ما فعلت إلا واجباً لك عليّ والله لا أتركها إلا في مكانها الذي أردت أن تكون فيه . هذا مثل لشكر النعم ابتغاء وجه الله واستزادة من نعم الله عز وجل ، وأما الصبر فهو إلزام النفس بما تكره سواء في ذاتها أو في ولدٍ أو في مالٍ لأنه على يقين بأن الأمر كله لله وحده يفعل ما يشاء بخلقه لا يُسأل عما يفعل وهم يسألون ، والصبر في ذاته ملجأ حصين يلجأ إليه المسلم في الشدائد يرفع حاجة إلى الله وحده ، فإن نعم الله على الإنسان لا تعد ولا تحصى وإن ابتلي في شيء منها فهناك أضعاف أضعاف ما سُلب منه من النعم ينعم به وهو لا يدري فلو تأمل الإنسان ما أودع الله فيه من دقيق الصنعة وبديع الحكمة لعلم أنه في نعم لا يستطيع شكرها ، ومع ذلك فإن الله يديمها عليه ، والصبر هو الركن القوي الذي يتظلل به كامل الإيمان لينفس عن كربته وليعينه على ما ألم به من شدائد ، فهو أولى به من حضن أم رؤوم تضم بين ذراعيها وصدرها طفلها فقد يتجمل كثير من الناس أمام الآخرين باحتماله وجلده ولكن إذا خلى إلى نفسه اشتكى وبكى من الآلام التي تعوي في نفسه عواء الذئاب الضارية ، فشتان بين من يبغي بجلده على مصابه رضوان الله عز وجل وبين من يتجلد خوف الشماتة به ، وقد ذكر القصاصون أن نبي الله موسى عليه السلام خرج في يوم مطير بارد إلى الصحراء يتفكر في خلق الله وما أودع فيه من حكمة وأسرار فوقع نظره على شجرة مورقة في أيام تتساقط أوراق الشجر فيها ، فدنى من تلك الشجرة فرأى تحتها رجلاً مستلقياً على ظهره والصديد ينحدر من جسمه لا يستطيع أن يذود عن نفسه الذباب ، وورده الذي لا يفتأ لسانه به الحمد لله الذي عافاني مما ابتلى به كثيراً من خلقه ، فوقف موسى عليه السلام متعجباً أي عافية هذه التي يحمد الله عليها وكيف يأكل وكيف يشرب في هذه الصحراء ، وجلس على بعد أمتار من الرجل فلما حان وقت الظهيرة هبت ريح لينة فأسقطت عن تلك الشجرة ثمرة رمان فتفتت تلك الثمرة فأرسل الله دبيباً من النمل تأخذ كل نملة ما تستطيع حمله من الرمانة وتلقيه في فم ذلك الطريح حتى أخذ كفايته ، فحمد الله أن أطعمه وسقاه من غير حول منه ولا قوة ، ثم قال الرجل السطيح أرأيت يا موسى كيف يطعمني ربي ويسقيني ، وأما العافية التي أحمد الله عليها حيث عافى قلبي من الشرك فليس فيه إلا الله وعافى لساني فهو يسبح دائماً بذكره ، فما كان من موسى عليه السلام إلا أن خر لله ساجداً ، ومن هنا يذكرنا الله بنعمته علينا بقوله أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ ، وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ ، وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ) (البلد:8 ـ 9 ـ 10 ) ، فأي شكر يساوي هذه النعم .>>
>>
ومن هنا نقرأ قول رسول الله كما روى الإمام مسلم في صحيحه (عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير ، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له)، والدنيا دار ابتلاء كما قال تعالى: (وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً )>>
>>
منتديات كنترول سبيس تون منتدى لمحبي سبيس تون و مركز الزهرة و سبيس باور :: منتديات كنترول سبيس تون :: منتدى كنترول سبيس تون العام
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى