و فتحت علينا النيران

حنين الصداقة الثلاثاء يناير 04, 2011 8:49 pm

مرحبا بكل الأعضاء الكرام...
في ضوء احداث تفجير كنيسة القدسين بالإسكندرية أحب أن أوجه هذا الكلام لكل الوطن العربي و لا أستثني أحدا منهم مهما كان عمره أو معتقده أو ملته...

أحب أن أبدأ حديثي هذا بذكر قوله تعالى:

<لا ينهاكم الله عن الذي لم يقاتلوكم في الدين و لم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم و تقسطو إليهم إن الله يحب المقسطين>

هذا أمر سماوي سام لا جدال حوله أنه كل من عاش معنا تحت سمائنا و فوق أرضنا دون أن يؤذينا أو يقاتلنا في ديننا أو يخرجنا من ديارنا فله علينا الحب و الإحترام و مراعاة الجوار و الحماية و أن ينعم في ظل عدل الإسلام و لا يفترض بنا إهانته أو استغلاله أو التحقير من شأنه مهما كانت ملته أو ديانته هذا هو حديثي إلى المسلمين في جميع الدول العربية...

أما بالنسبة لاقباط مصر تحديدا و العالم العربي جميعا فأحب أن أتوجه إليهم بالعزاء الخالص في مصابهم الأليم في حادثة تفجير كنيسة القدسين بالإسكندرية و أقول لهم يجب أن تثقوا كل الثقة في أبناء وطنكم العربي عامة و أبناء مصر خاصة بأنهم جميعا من مسلمين و أقباط يرفضون هذا العمل الفظيع الذي أقدم عليه الجبناء و مقلقلي الفتن لزعزعة أمننا و اسقرارنا و أؤكد لكم أن من له مصلحة في إثارة الفتن الطائفية في مصر بين المسلمين و الأقباط هم أيضا أصحاب المصلحة في إثارة الفتن بين الشمال و الجنوب في السودان و بين السنة و الشيعة في العراق و بين الحزب الله و الحكومة اللبنانية في لبنان و بين فتح و حماس في فلسطين الحبيبة و عندها فقط سنكون قد وصلنا ألى عدونا المشترك و هو الإرهاب الصهيوني الذي يحاولون إلباسه جلباب الإسلام و يعممونه بتعاليم الجهاد في سبيل الله...

لقد وصلنا إلى مرحلة ننسى فيها أننا جميعا أبناء وطن واحد و هو الوطن العربي و كلمة "عربي" هي مشكلة الصهاينة الذين يحاولون إخماد كلمتها و إطفاء نارها و لكن الله لهم بالمرصاد و لا أدل على ذلك من أفعالهم الشنيعة و المستمرة في المسجد الأقصى و كنيسة المهد ببيت لحم على حد سواء...

هم لا يفرقون بيننا على أننا مسلمين أو أقباط بل ينظرون لنا على أننا "عرب" و هذه هي نظرتهم العنصرية لكل من لا يشبههم..

أعود مجددا للتأكيد على أن جميع الديانات السماوية أمرت بالسلام و آخرها كان الإسلام و لو رجعنا إلى أيام صدر الإسلام نجد أن الرسول عليه الصلاة و السلام قد أمر المسلمين بالهجرة إلى الحبشة بعد أن زاد عليهم عذاب كفار قريش لأن ملكها كان نصرانيا عادلا لا يظلم في جواره أحد..كما أمن الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم نصارى نجران على كل ما يملكونه و يعتقدون فيه و ألزم جميع المسلمين من بعده بهذا العهد فيقول قوله -و هو من نص العهد-:

"انه عهد عهده الى المسلمين من بعده. عليهم ان يعوه ويعرفوه ويؤمنوا به ويحفظوه لهم، ليس لاحد من الولاة، ولا لذي شيعة من السلطان وغيره نقضه، ولا تعديه الى غيره، ولا حمل مؤونة من المؤمنين، سوى الشروط المشروطة في هذا الكتاب. فمن حفظه ورعاه ووفى بما فيه، فهو على العهد المستقيم والوفاء بذمة رسول الله. ومن نكثه وخالفه الى غيره وبدله فعليه وزره؛ وقد خان امان الله، ونكث عهده وعصاه، وخالف رسوله، وهو عند الله من الكاذبين".

و لا أنسى أيضا العهدة العمرية لأهل فلسطين و هي لا تختلف كثيرا عن ما نص عليه الرسول صلى الله عليه و سلم..و صلاح الدين الفاتح العظيم عندما أمن العرب من مسلمين و أقباط في بيت المقدس من هجمات الصليبيين الأوروبيين الذين أتوا ليأخذوا أرضنا تحت شعار زائف و هو شعار الصليب لينجسوا بأفعالهم الشنيعة السلام الذي دعا إليه السيد المسيح عليه السلام و لا أدل على ذلك من أن جيوش صلاح الدين كانت تضم الأقباط و المسلمين على حد سواء لانهم اتحدوا دفاعا عن الأرض و المقدسات...فهل يجدر بنا أن نضيع تعب كل هؤلاء بداية بالسيد المسيح و نهاية بصلاح الدين في توحيد كلمة العرب من أجل أحداث تسبب فيها عدونا؟

في النهايةأقول لكل مسلم و قبطي أن يتأنى قبل أن يطلق الأحكام على من فعل و من قتل و من دمر و لتنسوا هذا الفارق الذي لا يعلمه سوى الله تعالى فهو أدرى بما في القلوب و أعلم بما في الصدور و تذكروا فقط أننا عرب لابد أن نتحد لنهزم عدونا كما فعل أجدادنا, و تذكروا أن الإرهاب الصهيوني ينتظر منا مثل هذه الفرقة ليتغلغل في جسدنا و ينهش منه ما يشاء.
و فتحت علينا النيران Aoy43041